كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله تعالى: {وان منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب} قال الشعبي يلون يحرفون وقال أهل اللغة لويت الشيء إذا عدلته عن قصده وحملته على غير تأويله.
وقوله جل وعز: {ولكن كونوا ربانيين} قال سعيد بن جبير والضحاك الرباني الفقيه العالم وقال أبو رزين هو العالم الحليم.
والالف والنون قال يأتي بهما العرب للمبالغة نحو قولهم جماني للعظيم الجمة وكذلك سكران أي ممتلئ سكرا فمعنى الرباني العالم بدين الرب الذي يعمل بعلمه لأنه إذا لم يعمل بعلمه فليس بعالم.
وروي عن ابن الحنيفة أنه قال لما مات ابن عباس مات رباني هذه الامة ومعنى ولكن كونوا ربانيين ولكن يقول كونوا ربانيين ثم حذف لعلم السامع وقال ابن زيد الربانيون اولاة عن والاحبار العلماء وقال مجاهد الربانيون فوق الاحبار قال أبو جعفر وهذا القول حسن لأن الاحبار هم العلماء والرباني الذي الذي يجمع إلى العلم البصر للسياسة ماخوذ من قول العرب رب أمر الناس يربه إذا أصلحه وقام به فهو راب ورباني على التكثير.
ثم قال تعالى: {ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا} ومن قرا ولا يأمركم بالنصب فمعناه عنده ولا يأمركم البشر لأنه معطوف على ما قبله ومن قرأ ولا يأمركم بالرفع فمعناه عنده ولا يأمركم من الله كذا قال سيبويه.
وقوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة} قال طاووس أخذ الله ميثاق الاول من الانبياء ان يؤمن بما جاء الاخر.
ثم قال جل وعز: {ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه} قال فهذه الآية لأهل الكتاب أخذ الله ميثاقهم بان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه وقرا ابن مسعود واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب وقال ابن عباس انما اخذ ميثاق النبيين على قومهم وقال الكسائي يجوز ان تكون واذ اخذ الله ميثاق النبيين بمعنى واذ اخذ الله ميثاق الذين مع النبيين وقال البصريون إذا اخذ الله ميثاق النبيين فقد اخذ ميثاق الذين معهم لانهم قد اتبعوهم وصدقوهم وما بمعنى الذي ويجوز ان تكون للشرط ويقرأ لما بكسر اللام فتكون ما أيضا بمعنى الذي وتكون متعلقة بأخذ.
وقرأ سعيد بن جبير لما بالتشديد.
وقوله تعالى: {وأخذتم على ذلكم إصري} قال مجاهد أي عهدي والاصر في اللغة الثقل فسمي العهد اصرارا لأنه منع وتشديد.
ثم قال تعالى: {فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} أي فبينوا لأن الشاهد هو الذي يبين حقيقة الشيء.
وقوله تعالى: {أفغير دين الله تبغون أي تطلبون} فالمعنى قل لهم يا محمد افغير دين الله تبغون ومن قرا يبغون بالياء فالكلام عنده متناسق في لأن قبله {فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} فالمعنى افغير دين الله يبغي هؤلاء.
وقوله تعالى: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها} معنى وله أسلم خضع ثم قال طوعا وكرها قيل لما كانت السنة فيمن خالف ان يقاتل سمي أسلامه كرها وان كان طوعا لأن سببه القتال.
وقوله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} روى داود بن أبى هند عن عكرمة عن ابن عباس ان رجل من الانصار ارتد قال مجاهد هو الحارث بن سويد بن الصامت الانصاري فلحق أهل الشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه ان سلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة فأنزل الله عز وجل كيف يهدي الله قوما كغزو بعد ايمانهم إلى قوله: {من بعد ذلك وأصلحوا فأن الله غفور رحيم} قال ابن عباس وقال الحسن نزلت في اليهود لانهم كانوا يبشرون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويستفتحون على الذين كفروا فلما بعث عاندوا وكفروا قال الله عز وجل: {أؤلئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} فأن قيل فهل يلعنهم أهل دينهم ففي هذا أجوبة أحدهما أن بعضهم يلعن بعضا يوم القيامة.
وجواب آخر وهو أنه يعني بالناس المسلمين وقيل وهو احسنها ان الناس جميعا يلعنونهم لانهم يقولون لعن الله الظالمين كما قال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين}.
ثم قال تعالى: {خالدين فيها} أي في اللعنة والمعنى في عذاب اللعنة.
وقوله عز وجل: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم} قال أبو العالية هؤلاء قوم أظهروا التوبة ولم يحققوا وقال غيره نزلت قي قوم ارتدوا ولحقوا بالمشركين ثم قالوا سنرجع ونسلم.
فالمعنى انهم اظهروا التوبة أيضا وأضمروا خلاف ذلك والدليل على ذلك قوله عز وجل: {وأولئك هم الضالون} ولو حققوا التوبة لما قيل لهم ضالون ويجوز في اللغة أن يكون المعنى لن تقبل توبتهم فيما تابوا منه من الذنوب وهم مقيمون على الكفر هذا يروي عن أبى العالية ويجوز أن يكون المعنى لن تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الكفر آخر وانما تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الإسلام.
ثم قال تعالى: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين} روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا به؟ فيقول نعم فيقال له كذبت قد سئلت أقل من هذا ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا} إلى آخر الآية» وقال بعض أهل اللغة الواو مقحمة والمعنى فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا لو افتدى به وقال أهل النظر من النحويين لا يجوز ان تكون الواو مقحمة لانها تدل على معنى ومعنى الآية فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا تبرعا ولو أفتدى به.
والملء مقدار ما يملا السئ والملا بالفتح المصدر.
وقوله تعالى:{لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قال ابن مسعود وعمرو بن ميمون البر الجنة يكون التقدير على ذا لن تنالوا ثواب البر وقال غيرهما البر العمل الصالح وفي الحديث: «عليكم بالصدق فانه يدعوا إلى البر والبر يدعوا إلى الجنة واياكم والكذب فانه يدعو إلى الفجور والفجور يدعو إلى النار» وروى أنس بن مالك أنه لما نزلت هذه الآية قال أبو طلحة انا اتصدق بارضي فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يتصدق بها على اقربائه فقسمها بين أبي وحسان وروي ان عمر كتب إلى أبى موسى الاشعري ان يشتري له جارية حين فتحت مدائن كسرى فاشتراها ووجه بها إليه فلما رآها اعجب بها ثم أعتقها وقرأ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وقال مجاهد وهو مثل قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} ومعنى حتى تنفقوا حتى تتصدقوا.
ثم قال تعالى: {وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} أي إذا علمه جازى عليه.
وقوله عز وجل: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} قال ابن عباس كان اشتكى عرق النسا كذا روي عنه فكان له زقاء يعني صياح فآلى ل ءن برأ من ذلك لاأكل عرقا وقال مجاهد الذي حرم على نفسه الانعام.
قال عطاء حرم لحوم الابل وألبانها وهذا كله صحيح مما كان حرمه واليهود تحرمه إلى هذا الوقت كما كان عليه أوائلها وفيه حديث مسند وقال الضحاك قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم حرم علينا هذا في التوراة فأكذبهم الله واخبر ان إسرائيل حرمه على نفسه من قبل ان تنزل التوراة ودعاهم إلى احضارها فقال قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين.
وقوله عز وجل: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا} قال أبو ذر سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي مسجد وضع في الأرض أول فقال المسجد الحرام قلت ثم أي قال ثم بيت المقدس قلت كم كان بينهما قال اربعون سنة ثم حيثما ادركتك الصلاة فصل فانه مسجد وروى إسرائيل عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة قال سأل رجل عليا عن اول بيت وضع للناس للذي ببكة أهو اول بيت في الأرض قال لا ولكنه اول بيت وضعت فيه البركة والهدى ومقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا وان الله أوحى إلى ابراهيم صلوات الله عليه ان ابن لي بيتا وضاق به ذرعا فأرسل الله السكينة وهي ريح خجوج لها راس فنظرت موضع البيت قال أبو الحسن قال أبو بكر الخجوج التي تخج في هبوبها أي تلتوي يقال خجت هذه تخج ولو ضوعفت لقيل خجخجت سنة والخجخجة عمرو توصف بها السرعه ق بل وقال عطية بكة موضع البيت ومكة ما حوليه وقال عكرمة بكة ما ولي البيت ومكة ما وراء ذلك والذي عليه اكثر أهل اللغة بكة ومكة واحد وانه يجوز ان تكون الميم مبدلة من الباء يقال لازب ولازم وسبد شعره وسمده إذا استاصله وقال سعيد بن جبير سميت بكة لأن الناس يتباكون فيها أي يتزاحمون فيها.
وقال غيره سميت بكة لانها تبكي الجبابرة والميم على هذا بدل من الباء ويجوز أن يكون من قولهم امتك الفصيل الناقة إذا اشتد مصه اياها والاول أحسن.
وقوله عز وجل: {فيه آيات بينات مقام إبراهيم} وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وأهل مكة فيه آية بينة وفسر ذلك مجاهد فقال مقام ابراهيم الحرم كله فذهب إلى ان من آياته الصفا والمروة والركن والمقام ومن قرأ آيات بينات فقرأته ابين لأن الصفا والمروة من الآيات ومنها ان الطائر لا يعلو البيت صحيحا ومنها ان الجارح يتبع الصيد فإذا دخل الحرم تركه ومنها ان الغيث إذا كان ناحية الركن اليماني كان الخصب باليمين وإذا كان ناحية الشامي كان الخصب بالشام وإذا عم البيت كان الخصب في جميع البلدان ومنها ان الجمار على ما يزاد عليها ترى على قدر واحد والمقام من قولهم قمت مقام فأما قول زهير:
وفيهم مقامات حسان وجوهها ** وأندية ينتابها القول والفعل

فمعناه فيهم أهل مقامات.
وقوله عز وجل: {ومن دخله كان آمنا} قال قتادة ذلك من آيات الحرم أيضا.
وذا قول حسن لأن الناس كانوا يتخطفون من حواليه ولا يصل إليه جبار وقد وصل إلى بيت المقدس وخرب ولم يصل إلى الحرم قال الله عز وجل الم ترا كيف فعل ربك بأصحاب الفيل وروى الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال من أصاب حدا في الحرم اقيم عليه وان أصاب خارج الحرم ثم دخل الحرم لم يكلم ولم يجالس ولم يبايع حتى يخرج من الحرم فيقام الحد عليه وقال أكثر الكوفيين ذلك في كل حد يأتي على النفس.
وقال قوم الأمان هاهنا الصيد وأولاها القول الاول ويكون على العموم ولو كان للصيد لكان وما دخله ولم يكن ومن دخله قال فتادة وانما هو ومن دخله في الجاهلية كان آمنا.
وقوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} قال الزبير من وجد قوة وما يتحمل به.
وقال سعيد بن حبير الزاد والراحلة وروى حماد بن سلمة عن حميد وقتادة عن الحسن: «ان رجلا قال يا رسول الله ما السبيل إليه قال الزاد والراحلة السبيل». اصله الوصول ومنه قيل للطريق سبيل فالمعنى عند أهل اللغة من استطاع إلى البيت وصولا كما قال اخبارا يقولون هل إلى مرد من السبيل.
ثم قال تعالى: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} أكثر أهل التفسير على ان المعنى من قال ان الحج ليس بواجب فقد كفر وروى وكيع عن فطر عن نفيع أبي داود ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج لا يرجو ثوابه وجلس لا يخاف عقابه فقد كفر به».
وقال الشعبي السبيل ما يسره الله عز وجل وهذا من حسن ما قيل فيه أي على قدر الطاقة والسبيل في كلام العرب الطريق فمن كان واجدا الطريق إلى الحج بغير مانع من زمانه أو عجز أو عدو أو تعذر ماء في طريقة فعليه الحج ومن منع بشئ من هذه المعاني فلم يجد طريقا لأن الاستطاعة القدرة على الشيء فمن عجز بسبب فهو غير مطيق عليه ولا مستطيع إليه السبيل. وأولى الاقوال في معنى ومن كفر ومن جحد فرض الله لأنه عقيب فرض الحج.
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} قال قتادة حذركموهم يحيى الله لأنهم غيروا كتابهم.
وفي الحديث: «لا تصدقوا أهل الكتاب فيما لا تعرفون ولا تكذبوهم فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم».
وقوله تعالى: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات لله وفيكم رسوله} قال الاخفش سعيد بن مسعدة معنى كيف على أبى حال وقال غيره معنى وفيكم رسوله أي يبين لكم ويجوز ان تكون هذه المخاطبة يدخل فيها من لم ير النبي صلى الله عليه وسلم لأن آثاره وسنته بمنزلة مشاهدته.
ثم قال جل وعز: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} معنى يعتصم يمتنع.
وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} قال ابن مسعود حق تقاته أن يشكر فلا يكفر وان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى.
وروي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال قتادة نسخ هذه الآية قوله تعالى: {فاتقوا الله ما أستطعتم} قال أبو جعفر يجوز ان يقع في هذا ناسخ ولا منسوخ لأن الله تعالى لا يكلف الناس الا ما يستطيعون وقوله: {فاتقوا الله ما أستطعتم} مبين لقوله: {اتقوا الله حق تقاته} وهو على ما فسره ابن مسعود ان يذكر الله عند ما يجب عليه فلا ينساه.
وقوله عز وجل: {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} المعنى كونوا على الإسلام حتى يأتيكم الموت وانتم مسلمون لأنه قد علم لا ينهاهم عما لا يملكون. وحكى سيبويه لاأرنيل الرحمن هاهنا فهو لم ينه نفسه وانما المعنى لا تكن هاهنا فانه من يكن هاهنا اره.
وقوله عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} قال عبد الله ابن مسعود حبل الله القرآن وقال ابن عباس الحبل العهد وقال الاعشى:
وإذا تجوزها حبال قبيلة ** اخذت من الاخرى اليك حبالها

وأصل الحبل في اللغة السبب ومنه سمي حبل البئر لانه السبب الذي يوصل به إلى ما بها ومنه قيل فلان يحطب في حبل فلان أي يميل إليه والى أسبابه واصل هذا ان الحاطب يقطع أغصان الشجر فيجعلها في حبله فإذا قطع غيره وجعله في حبله قيل هو يحطب في حبله ومنه قولهم حبلك على غاربك أي قد خليتك من سبي وأمري ونهي وأصل هذا ان الابل إذا اهملت للرعي القيت حبالها على غواربها لئلا تتعلق بشوك أو غيره فيشغلها عن الرعي ومعنى ولا تفرقوا ولا تتفرقوا ثم حذفت احدى التاءين وقيل لهم هذا لأن اليهود والنصارى تفرقوا وكفر بعضهم بعضا.
ثم قال عز وجل: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} قال عكرمة هذا في الانصار كانت بينهم شرور فألف الله بينهم بالإسلام.
وقيل هو عام لقريش لأن بعضهم كان يغير على بعض فلما دخلوا في الإسلام حرمت عليهم الدماء فأصبحوا اخوانا أي يقصد بعضهم مقصد بعض.
ثم قال تعالى: {وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها} وهذا تمثيل والشفا الحرف ومنه اشفى فلان على كذا إذا اشرف عليه.
وقوله عز وجل: {ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير} قال أبو عبيدة الامة الجماعة ومن هاهنا ليست للتبعيض وانما هي لبيان الجنس كما قال تعالى: {فأجتنبوا} روى الرجس من الأوثان ولم يأمرهم باجتناب بعض الأوثان وانما المعنى فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان.